09/02/2023
الالاف من بؤساء سوريا وجياعها ومظلوميها لم يكفهم 11 عاما من الحديد والنار والحرب التي عصفت وتعصف بالبلاد، حتى باغتتهم الطبيعة بغضبة لم تبق ولم تذر.. فعلى خط ممتد من حلب إلى إدلب فحماة واللاذقية زلزلت الأرض زلزالها فابتلعت مئات السوريين قتلى وخلفت مئات اخرى من الجرحى.
ما دمره الزلزال لم يكن مجرد مبان، بل مواطيء احلام كانت تؤوي آلاف البشر الأبرياء، الذين لن يعرفوا يوماً لماذا ماتوا، والذين كانوا لحظة انهيار منازلهم فوق رؤوسهم يُدفنون تحت أنقاضها، ويموت العشرات منهم، محترقين بجنون الطبيعة، دون أن يتمكن أهلهم من التعرف حتى إلى أشلائهم التي تناثرت أو باتت أثرا بعد عين.
هم سوريون قضوا 11 عاما من أعمارهم كي يتمكوا يوما من تسلق سلم الأحلام ورؤية سوريا الجميلة تعود لهم، لكن وحش الموت كما يقول المثل الدنماركي يفترس الادسم بين ضحاياه، فمات المئات من أبناء سوريا تلك الميتة الشنيعة لتبتلعهم أرض وطنهم الذي أرادوا أن يحيوا فيه فماتوا على يديه.
أما من خرج أو اخرج من تحت الانقاض خرج بوجه عرفه السوريون في 11 عشر الحرب، مرعوبون، مفجوعون يتنقلون مذهولين، وقد أطبقت السماء عليهم، وغطى الغبار ملامحهم وهيأتهم، لكأنهـم كائنات قادمة إلينا من المريخ.
أكانت سوريا تحتاج إلى مصاب كهذا، وفاجعة على هذا القدر من القسوة، لتكتمل الامها على درب الجلجلة.. إن ما حدث دمار حقيقي وضحايا حقيقيين، لكن البعض كان يعتقد أنه يتفرج على فيلم "ذا دوم" يوم الدينونة أو الهلاك.
ما عاشه و يعيشه السوريون قبل الزلزال وبعده فيه أسباب كافية عند اجتماعها لصنع كيمياء الدموع.. وعلى الذي يشك في مصيبة أبناء سوريا، أن يسأل دموع اعينهم.. عن كل المآسي الدموية، التي شهدتها بلادهم في الأعوام الماضية.
ما تبقى من كلمات تقال، انتحب أنت في سوريا التي بات دمع أبنائها لكثرة ما ذرفوه بلا قيمة كعملة بلادهم...