31/07/2024
اليوم في صحيفة الرأي.. شكري وتقديري لأسرة الرأي وللزميل إبراهيم السواعير.
القيمِ التَّربويّةِ الحديثة في عالمٍ مُتغيّر.. نماذج من قصّةِ الطّفلِ العربيّ
محمد جمال عمرو(شاعر وكاتب أطفال)
يبعثُ الاطلاعُ على المُنجزِ الثَّقافيِّ لأدبِ الأطفالِ على تأكيدِ الانطلاقةِ المُتأخِّرةِ نسبيًّا لهذا الأدبِ في وطنِنا العربيّ، إلا أنَّ ذلكَ لا يعني إغفالَ التُّراثِ المُتراكمِ منَ المحكيِّ الشَّفويّ، أو المكتوبِ للكبارِ في التُّراثِ من قصصٍ وتابعَهُ الصِّغارُ بكلّ اهتمام، ولا تجاوزَ بداياتِ أدبِ الأطفالِ المَنقولِ بالتَّرجمةِ إلى أجيالٍ سابقةٍ من أطفالِنا، ولكنَّهُ إشارةٌ إلى ضرورةِ النَّظرِ إلى أدبِ الأطفالِ بوصفِهِ "صناعة ثقافيَّة عربيَّة".
لعلّ ما نطرحُهُ على أنفسِنا يحسُنُ بهِ أنْ يلاقي ما يطرحُهُ النَّاقدُ لأدبِ الطُّفولةِ، وذلكَ لإنتاجِ أدبِ أطفالٍ قادرٍ على تجاوزِ كُلِّ العقباتِ المُمكنة؛ ولنتساءل: ما هيَ تطلّعاتُنا لأدبِ الطُّفولة؟ وكيفَ نُوازنُ بينَ الموروثِ الشَّعبيِّ القَصصيِّ وبينَ تحدّياتِ العصرِ والعولمةِ واللقاءِ معَ الآخر؟ وإلى أيِّ حدٍّ يُمكنُ لنا أنْ نُقنعَ الطِّفلَ العربيَّ بأنْ يلتقي حضاريًّا معَ الآخر، وكيفَ نُعرِّفُ الطِّفلَ بلُغتِهِ ونُحبّبهُ بها.
يقول عبدالرزَّاق جعفر: " لكي يكونَ هُناكَ أدبٌ للأطفالِ لا بُدَّ منْ وجودِ الطُّفولةِ نفسها"، والسُّؤالُ الذي يتداعى هُنا هو: ما حالُ الطُّفولةِ في مناطقِ النِّزاعاتِ في وطنِنا العربيّ وفي العالمِ أجمع؟ وإنْ لمْ يكُنْ هذا الطِّفلُ آمنًا في حياتِهِ وصحّتِهِ النَّفسيَّةِ فأينَ وكيفَ يمكنُ مُخاطبتُهُ عبرَ كتابِ الطِّفلِ؟، وماذا سنقولُ لهُ؟
لا أظنُّ أحدًا يقدِرُ على مُقاومةِ القصِّ كبيرًا كانَ أم صغيرًا، وقدْ نشطت الكتابةُ للأطفالِ في هذا البابِ في وطنِنا العربيِّ لاعتباراتٍ منها الظَّنُّ بأنّ الكتابةَ في هذا البابِ أمرٌ سهلٌ، فالقصّةُ " فرعٌ منْ فُروعِ الأدبِ عرفتْهُ الشُّعوبُ قاطبةً وتناقلتْهُ الأجيالُ بصُورةٍ شفهيَّةٍ في بدايةِ الأمر.
ولنا في التَّوجيهِ القُرآنيِّ الإلهيِّ دليلٌ على أنَّ الإنسانَ يُحبُّ استماعَ القصِّ، ويُحبُّ روايةَ القصصِ ويتابعُ بشغفٍ قراءتَها، ولا شكَّ أنَّ تورُّطَ الإنسانِ في القراءةِ يبدو أقلَّ إذا ما قيسَ الأمرُ بالسَّماعِ، ونظرًا إلى أنَّ الأطفالَ في مرحلةِ الطُّفولةِ المُبكِّرةِ؛ أي قبلَ السَّادسةِ يتعلّمونَ بالمُحاكاةِ ( التقليد) فإنَّهُ يبدو منَ اللافتِ أنَّ عُزوفَ الكبارِ عن القراءةِ يُقدّمُ نظرةً سلبيَّةً للطِّفلِ لا تُعينُهُ على دُخولِ هذا العالَمِ مُبكِّرًا، ما يجعلهُ ينتظرُ صُدفةً أو حكمةً إلهيَّةً تدفعُهُ إلى القراءةِ فتجعل منهُ فردًا محظيًّا.
و" الأدب بالنسبة للطفل حياةٌ من نوعٍ ما، لذا سيبحث دائما في أي عمل يُقدّم إليه عن إمكانات هذه الحياة، ولن يبحث إطلاقًا عن مجموعة الأوامر والنواهي والخبرات المعرفيّة في الأدب- هذه التي سيتقبّلها بكل سهولة في كتبه التعليمية والأوامر الأسرية وهو يعرف أن هذا مكانها- وإنما سيبحث عن ذلك التفاعل الجدلي والديناميكي مع الذات والآخرين والعالم"، ولهذا فقد رأى " بعض أساتذة التربية وعلم النفس أن الطفل في احتياجٍ شديد إلى رعاية خاصة لأمور أربعة، تبدأ كلها بحرف H مما يجعلهم يُنشئون أندية خاصة تحمل اسم (4H)، ويعنون بها Health,Head,Heart,Hand، الصحة، العقل، القلب، اليد".
ولنذهب للتَّركيزَ أكثر على قصَّةِ الطِّفلِ في طورِها الواقعيِّ، وجُملةِ القيمِ التي تدورُ حولَها قصَّةُ الطِّفلِ؛ مع مراعاة أنَّ المشهدَ العربيَّ لأدبِ الطٌّفولةِ يدفعُ إلى مزيدٍ منَ النَّظرِ في الجانبِ الواقعيِّ للقيمِ والحُمولاتِ المعرفيَّةِ التي تطرحُها القصَّةُ في أدبِ الطِّفلِ العربيِّ اليوم.
لقدْ طُرحتْ الإشكاليَّاتُ - وما تزالُ تُطرَحُ - حولَ المَحمولاتِ القِيمِيَّة في أدبِ الأطفالِ، ويُمكنُ تلخيصُها بالعلاقةِ بالموقفِ الأخلاقيِّ، وهوَ ما لا نرضاهُ منْ وسائلِ الوعظِ المُباشر وسبقتْ الإشارةُ إليهِ باللغةِ الوصائيَّةِ، والعلاقةِ بالاعتباراتِ التَّربويَّةِ والفنيَّةِ، والدُّخول المُبكِّر لثقافةِ الأطفالِ في مجالِ المُثاقفة.
وبمُلاحظةِ تصنيفِ "وايت" للقِيَمِ، فهوَ يراها في سبعٍ وأربعينَ قيمةً يُوزِّعُها في ثماني مجموعاتٍ:
- مجموعة القِيَمِ الاجتماعيَّةِ من ظرفٍ وتسامُحٍ وعطاءٍ وحُبٍّ للنَّاس...
- مجموعة القِيَمِ الأخلاقيَّة منْ صدقٍ وعدالةٍ ...
- مجموعة قيَمٍ قوميَّةٍ/ وطنيَّةٍ منْ حُريّةٍ ووحدةِ أقطارٍ...
- مجموعة قِيَمٍ جسمانيّةٍ منْ طعامٍ وراحةٍ وسلامةِ جسمٍ...
- مجموعة القيمِ التَّرويحيَّةِ منْ لعبٍ وتسليةٍ وجَمالٍ.
- مجموعة قيَمِ تكامُلِ الشَّخصيَّةِ من تكيّفٍ وسعادةٍ وتقديرٍ واعتبارِ الذَّاتِ والمظهر.
- مجموعة قِيَمٍ معرفيّةٍ منْ ذكاءٍ ومعرفةٍ وثقافة.
- وأخيرًا، مجموعة القِيَمِ العمليَّة الاقتصاديَّة منْ عملٍ وضمانٍ اقتصاديٍّ ومُلكيَّة.
وقد نلحظ أنّ مفاهيمَ وقيمًا تربويّة مِن مِثل القَبول والانفتاح والمُساواة والحريّة وثقافة السّؤال قد باتت تتصدّر اهتمام كتّاب الأطفال، ما يجعل كتبهم تلقى رواجًا عند شريحة أكبر من الأطفال بعيدًا عن جملة المفاهيم التي تحمل دلالة تتصل بالشّرع أو العرف، وتحدّدُ جمهورَ الأطفالِ الذي تبعث بِرسالتها إليه، والإشارة هنا لا تعني أبدًا النّأي بهذه القيم والمفاهيم التربويّة وإنّما هي إشارة إلى وقوف بعض كتّاب الأطفال في أفق أبعد من هذه الحدود، وهي في كثير من الأحيان تكشف عن حاجة في أنفسهم لها مسوّغاتها.
في قصَّة "خرفان عمّي خلفان" (7-9) لميثاء الخيَّاط رسوم مايا فداوي، نلحظ أنّ القصَّة تقدّم المعرفة والعلم للطِّفل حول كلِّ ما يمكن أن يلزمه من علاج في عيادة الأسنان، وتُبدي القصَّة محتواها بطريقة ظريفة؛ وذلك أنّها تعمد إلى لغة مُموسقة وخفيفة مع نهاية كلِّ جملة، كما أنّها تضع خرفان العمّ خلفان على مقعد الطَّبيب ما يجعل الطِّفل مُتابعًا عن بُعد، ومُتخففًا مِن عبء خوفِه من طبيبِ الأسنان.
وتقدّم هديل ناشف في قصّتها "لوز تُنقذ العالم" من رسومات نسيم سرمدي الصّادرة عن دار أصالة، حكاية العالم الذي يمتلئ بالخراب والحروب، والحلول التي تقترحها القصَّة بنشر ورسم الابتسامات في كلّ مكان، وكونها سترسم الحُبّ لتُنقذ العالم، وإنْ بدا هذا هو كلّ مُمكنات الطِّفل في عمره الصَّغير، فإلى أيِّ حدّ يمكن القول إنَّ الطِّفل قادرٌ على فهم الحرب وتداعياتها في العمر المُستهدف 6-7، أرى أنَّ هذا لن يصلح للأطفال قبل سنّ التَّاسعة، أو أنّ المُعالجة تتطلّبُ إعادةَ نظر.
وحولَ مسائل القبول واكتسابِ الثّقة الضّروريّ لأطفالنا، نجد قصّتين الأولى لفاطمة شرف الدّين وعُنوانها "شَعر ميمي" والأخرى لمُنى الشَّايب تحت عُنوان "الملك المُميّز فعلا"، تتحدّث قصّة شرف الدّين عن قبول الطِّفل لهيئتِهِ التي خُلِق عليها، وهي قضيَّةٌ بالغةُ الأهميَّة حول قبول الإنسان لنفسِه، وهي التي تفتح بابًا فيما بعد لقبولِ الآخرِ على اختلافه وهو يقف إلى قاعدة صلدة من الامتلاء بالنّفس، ولكنّ الإشكال الذي يواجه الطِّفلةَ في القصَّة هو أنَّ رغبتَها في أنْ تبدو على نحو مختلف تُواجَه برفضٍ عنيفٍ من المُحيطينَ، كما أنَّهم يرفضون الطِّفلة ذاتها، وهو ما يدفعُ إلى اعتبار كون هيئاتنا محكومة بقبول الآخر لنا.
أمَّا في قصّة منى الشَّايب فيبدو الأسدُ ملكُ الغابة وهو يُطالع صورةً في كتابٍ لملكٍ منَ الإنس، ويتطلّع إلى تقليدِهِ في هيبتِه الملكيّة على صعيدِ الشَّكل، ورغم أنَّ الحكايةَ تحاولُ الخروج بنتيجةٍ مفادها أنَّ الأفعالَ أهمّ، إلا أنّ هذا لا يتأتى للأطفالِ على النَّحو المرجوّ، كما أنّ الإخراجَ الفنّي للرَّسم الذي يؤكِّد عليهِ النصّ هو صورة لملكٍ أوروبيٍّ من عُصورٍ قديمة، ونحن ننظرُ إلى هذا التَّغريب باعتبارِه إشكاليّة.
أمّا قصّةُ الأقدامِ الطَّائرةِ (8-10) لفرج الظّفيري الصَّادرة عن مؤسّسةِ الانتشارِ العربيّ – بيروت 2016، فيستهلُّها الكاتبُ بظُرفٍ رائقٍ للأطفالِ حينَ يتهجّى الطِّفلُ الرَّاوي اسمَ زميلِهِ الجديد معَهُ في الصفّ الذي يُدعى مهاوش، ومنَ اللطيفِ أنْ يجعلَ الظّفيريُّ لغةَ القبولِ لطفلٍ آخرَ آتيةً على لسانِ الأطفالِ المُحيطينَ لا مفروضةً عليهم بلغةِ الوصايةِ منَ الكاتبِ أو منَ الأهلِ داخلَ الحكايةِ. وقضيَّةُ مهاوش في قصّةِ " الأقدام الطَّائرة" هيَ أنَّهُ يُعاني من مُشكلةِ تقوّسِ الأقدامِ، ويتقدّمُ الظَّفيريُّ في القصَّةِ على نحوٍ يكشفُ باقتدارٍ قُدرتَهُ على إضحاكِ الطِّفلِ القارئِ ومُعالجةِ القضيَّةِ التي يتناولُها، وإنّهُ ليبدو منَ اللافتِ أنَّ الطِّفلَ مهاوش لا يجدُ في نفسِهِ إعاقةً، وأنَّ عدمَ اقتدارِهِ على المشي لا يعني أنَّهُ غيرُ قادرٍ على أنْ يكونَ لاعبَ كُرةِ القدم، فيرى هوَ أنَّ عليهِ أنْ يجدَ حلاً لنفسِهِ ليلعبَ حارسًا للمَرمى، ونحنُ بجدٍّ نسعى إلى أنْ تتهيّأ الفُرصةُ للطِّفلِ لأنْ يكونَ مقبولاً أمامَ نفسِهِ وقاردًا على تجاوزِ كُلِّ المُعيقات.
بلغةٍ رشيقةٍ ساحرةٍ ومُختزلَةٍ يُطلُّ علينا يوسُف الشَّريف بحكايتِهِ " السَّماء بيتُ العصافير" (6-7) الصَّادرةِ عنْ مكتبةِ علاء الدِّين- صفاقس 2005، ليتحدّثَ للأطفالِ عنْ قيمةِ الحُريّةِ، وتتهيّأ للطفل هنا كذلك أن يكون صاحبَ الرّأيِ الأصوَبِ فيما يتعلّقُ بالمكانِ الأليَقِ بِالعُصفورِ؛ فَحين يقول له البائع –بعدَ أنْ يَشترِيَ عُصفورًا مِنه- إنّ مكانَ العُصفورِ القفصُ، فإنّ الطفلَ يردّ عليه قائلًا إن محلّ العصفورِ هو السّماء، ومِن هُنا تتعزّزُ قيمةُ الحُرّيّةِ في نُفوس الأطفالِ حين يَعُونَ شُمُوليَّتها، ويتأكّدون مِن أنها حقّ للكائناتِ جميعِها، وقدْ يتحصّلُ في الذِّهنِ لدى البعضِ أنّ قلّةَ الكلماتِ في قصّةٍ قدْ لا يأتي بتبلورِ القيمةِ المنشُود تبلورُها لدى الصِّغار، ولكنّ الاختيارَ الدَّقيقَ للجُملِ في قصّةِ يوسُف الشَّريف ورشاقةَ الجُملةِ تُحيلُ إلى تمكُّنٍ حقيقيّ، والقصَّةُ قدْ تبدو للبعضِ بسيطةً ولكنَّها في جوهرِها تُؤدّي غايتَها لدى الطِّفل، كما تُعلّمهُ ألا يرضخَ لكثيرٍ منَ المُسلَّمات.
وليْسَ بعيدًا عن الحريّة تحضُر مفرداتُ الدمار والحروبِ التي لا شكّ ستفرضُ على أدبِ الطُّفولةِ مُتطلّباتٍ جديدة تحاول أن تقدّم حلولًا ومُعالَجاتٍ للطّفلِ الذي اختبرَ المعاناة وكانت جزءًا من معيشته، أو لذلك الطفل الذي يجلس إلى جوار عائلته مأخوذًا بمشاهد الحروب والخراب، وهنا تأتي قصّة " لا تطيري بعيدًا أيتها الفراشة" لسناء الحطاب لتشكّل إسهامًا لافتًا في هذا المجال، وهي قصة تستهدفُ المرحلة العمرية ( 7 - 9 ) سنة، وتُقدّم محاولةً لمُعالَجةِ أزمةِ الطفلِ في مُواجهة الحروب والتهجير، عبر تعزيزِ فكرةِ ضرورة التخطّي والتطلّعِ لمستقبلٍ قادم. وتتلمّسُ هذهِ القصّة حاجةَ الأطفالِ في ظلّ مرحلةٍ إنسانيّةٍ وسياسيّة عصيبة يمرّ بها الكبار والأطفالُ في منطقتنا العربيّة.
تترافقُ الشخوص : الفراشة، والعصفور، والبومة، والأفعى، والطفل يوسف دونَ حوارٍ منقول وبرؤية الراوي الشاهد التي تضطلعُ بها المؤلّفة، لتحكيَ قصّة يوسف الذي يسيرُ مِن منطقته المنكوبة وصولًا إلى منطقة آمنةٍ تفتحُ للطفل أفقًا جديدًا من الحُلم والرغبة في العودةِ إلى أرضه وهي معمورة.
وتلجأ الكاتبة إلى تفسيرات طفوليّة فيما يتعلّق بالطائرات الحربيّة ودوي الانفجارات، وتدعو الطفل الهارب تحت مظلّة الحرب إلى الاستئناس بالكائنات في شكل من أشكال التسرية، إذ يتبع الطفل فراشة تقوده إلى المخيّم، ثمّ يرسم هناك بيته ومدينته وشمسًا وفراشة كبيرة فيما هو يفتح ذراعيْه لها.
كلُّ ما تقدّمَ هو محاولة للوقوفِ على جملة مِن القيم التي تدورُ حولها قصّة الطفل العربيّ في طورها الواقعيّ، ومنها تلكَ التي تُعنى بالطّفل في مرحلتيْ الطفولةِ المتوسّطة ومرحلة المغامرةِ والبطولةِ، ومجموعة من القضايا والهموم حول أبرز الإشكاليّات التي تواجه المحمولات القيميّة في قصّة الطفل العربي